رغم ازدهار صناعة المناديل الورقية بأنواعها في السنوات الأخيرة لكن لا يمكن أن نتجاهل قدم هذه الصناعة والتاريخ الطويل الذي مرت به حتى وصلت هذه الصناعة إلى وضعها الحالي لتشكل مشروعاً صناعياً هاماً ذو ربح ممتاز قائم على تقديم منتج مطلوب جداً في الأسواق العالمية.
وتاريخاً فأن المنديل نشأ في الصين واستخدم لأول مرة لحماية رأس الشخص من أشعة الشمس الحارقة وتماثيل تعود إلى عهد أسرة تشو 1000 قبل الميلاد.
وفي العصر الإليزابيثي تحولت المناديل إلى تقليد سنوي حيث يقدمها النبلاء كهدايا راقية في رأس السنة الجديدة إلى البلاط الملكي، وبقدوم مطلع القرن العشرين كانت المناديل جزءاً ضرورياً من حياة المدينة حيث كان سكان المدن يتنفسون من خلال القماش لمكافحة الرائحة والسمية لتلوث الهواء.
وأصبحت المناديل هدايا شعبية لمناسبات الزواج ولتذكارات الخاصة، وهذا ما ذكرته مؤرخة المنديل هيلين جوستافسون، ومنذ عام 1800 حتى أوائل القرن العشرين كانت المناديل الورقية تغزو كل مكان.
وفي النصف الأول من القرن العشرين ومع زيادة الإنتاج الصناعي في الولايات المتحدة، والاستخدام الواسع للأصباغ الملونة التي لا تزول ظهر منديل استهلاكي لطيف وبأسعار معقولة، فقد تم اختراع وإنتاج منتجات الأنسجة الأولى كما نعرفها اليوم من قبل شركة تصنيع الورق الأمريكية كيمبرلي كلارك، التي طورت السليلوز كبديل للقطن في المنتجات الصحية خلال الحرب العالمية الأولى.
وكان عملهم الأساسي هو عملية الكريب، القائمة على كون الورق مثنياً بشكل دقيق أثناء عملية الإنتاج حيث سيؤدي هذا إلى كسر صلابة الورق وزيادة حجمه، مما يجعله أكثر نعومة وامتصاصاً من الورق الذي ابتكره جوزيف جايتي قبل 60 سنة.
وفي عام 1920، أصدرت كيمبرلي كلارك أول منتج مناديل تجاري متوفر في العالم، وهو الفوط الصحية كوتكس. لقد أصبح ذلك ممكنا بفضل عملية الكريب الجديدة وعمل رجلين في الشركة: فرانك سينسينبرينر ومهاجر نمساوي شاب يدعى إرنست ماهلر. ومن خلال وضع عدة طبقات من الأنسجة، طوروا وسادة ناعمة ذات قدرة امتصاص أكبر بكثير من الصوف القطني التقليدي. وبعد أربع سنوات، تابعت كيمبرلي كلارك نجاح كوتكس مع منديل كلينيكس الذي يستخدم لمرة واحدة، والذي يظل العلامة التجارية الرائدة في السوق لمناديل الوجه اليوم..
ومع مرور القرن العشرين كان يُنظر إلى المناديل على أنها بقايا، ويرجع ذلك أساساً إلى المنافسة الشديدة من مصنعي الأنسجة التي يمكن التخلص منها واستمرت مناديل في الظهور بشكل متناوب وبينما كانت المناديل النسائية في الغالب مخصصة لمجموعات المنسوجات ودون أن تحصل على الاهتمام من عالم الموضة وفي منتصف عام 2010 ظهر شبيه المنديل منديل الجيب المزخرف كقطعة ملونة شهيرة وعلى الأخص للرجال الأنيقين الذين أدرجوهم في ستراتهم.
أما بالنسية لتاريخ صناعة ورق التواليت، بالرغم من أن الورق كان مستخدماً كمادة للتغليف والحشو في الصين منذ القرن الثاني قبل الميلاد، إلا أن أول استخدام لورق التواليت في تاريخ البشرية يعود إلى القرن السادس الميلادي، في أوائل العصور الوسطى وتحديداً عام 1391، حيث طلب إمبراطوراً صينياً بوضع أول شرائح من الورق في مبيته الخارجية وبها تم تقديم أول ورق تواليت “رسمي” في الصين بقياس ضخم يبلغ 2 قدم × 3 قدم.
وربما ليس من الغريب أيضاً أن الصينيين، الذين يعود إليهم الفضل في تطوير عملية صناعة الورق منذ أكثر من 2000 عام، أن يكونوا أول من استخدم الورق للتطهير الشخصي.
وبدأت الخطوة الحقيقية نحو إنتاج وتوزيع ورق التواليت الحديث من معلمة في فيلادلفيا في عام 1907، حيث شعرت بالقلق من انتشار وباء البرد المعتدل في فصلها الدراسي، وألقت باللوم في ذلك على حقيقة أن جميع الطلاب يستخدمون نفس منشفة القماش، فقامت بتقطيع الورق إلى مربعات ليستخدمها الطلاب كمناشف فردية.
وعندما سمع آرثر سكوت من شركة Scott Paper Company عن هذه المعلمة اتخذ قراراً ببيع حمولة السيارة من الورق، حيث قام بتثقيب الورق السميك إلى صفائح صغيرة بحجم المناشف وبيعها كمناشف ورقية يمكن التخلص منها في وقت لاحق وأعاد تسمية المنتج ساني-توول وباعها للفنادق والمطاعم ومحطات السكك الحديدية لاستخدامها في الحمامات العامة.
وفي عام 1931، قدم سكوت أول منشفة ورقية للمطبخ وأنشأ فئة مختلفة كلياً من ورق التواليت، عبر صنع لفات مثقبة من “المناشف” بعرض ثلاثة عشر بوصة وطول ثمانية عشر بوصة، وهكذا ولدت المناشف الورقية ومع ذلك، فقد استغرق الأمر سنوات عديدة قبل أن يحصلوا على القبول ويستبدلوا المناشف القماشية لاستخدامات المطبخ.
حيث لم يتم إدخال ورق التواليت كمنتج تجاري حتى عام 1857. وفي ذلك العام بالتحديد، بدأ المخترع الأمريكي جوزيف غايتي في بيع عبوات الورق في أوراق فردية، وتم تسويقها باسم “ورق غايتي الطبي”. بدأ آخرون في نهاية المطاف في إنتاج هذا النوع من الورق البني والخشن والرفيع في بلدان حول العالم.
هكذا نجد أنه على الرغم من أن الكثير يعتبر مناديل الوجه والتواليت أمراً مفروغاً منه، لكن قد يتفاجأ الكثيرون عندما يعلمون أنها في الواقع اختراعات جديدة نسبياً، ومع ذلك، في حين أن المناديل الورقية نفسها يعود تاريخها إلى أقل من قرن من الزمان، إلا أن هناك سجلًا أطول بكثير لاعتماد البشر على الورق في التنظيف الشخصي.